فصل: قال ابن جني:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.فصل في ذكر قراءات السورة كاملة:

.قال ابن جني:

سورة النحل:
بسم الله الرحمن الرحيم
قرأ الزهري: {دِفُ}. بغير همز.
قال أبو الفتح: هذه القراءة أقيس من قراءته الأخرى التي هو قول الله عز وجل: {جُزْءٌ مَقْسُومٌ}، بتشديد الزاي، وذلك أنه هنا خفف لا غير. فحذفت الهمزة وألقى حركتها على الفاء قبلها. كقولك في مسألة: مسلة، وفي يلوم: يلم، وفي يزئر يزر. فكان قياس هذا أن يقول: جُزٌّ مَقْسُومٌ، إلا أنه سلك في كل من القراءتين طريقا إحداهما أقوى من الأخرى.
ومن ذلك قراءة أبي جعفر وعمرو بن ميمون وابن أرقم، ورويت عن أبي عمرو: {بِشَقِّ الْأَنْفُس}، بفتح الشين.
قال أبو الفتح: الشَقّ، بفتح الشين بمعنى الشِقّ بكسرها وكلاهما المشقة، قرأت على أبي علي في نوادر أبي زيد لعمرو بن مِلْقَط وهو جاهليي:
والخيل قد تجشم أربابها الشَّـ ** ـقّ وقد تعتسف الراوية

هكذا الرواية بفتح الشين، وكلاهما من الشَّق في العصا ونحوها؛ لأنه آخذ منها وواصل إليها. كالمشقة التي تلحق الإنسان.
قال أبو الفتح: لك في نصب {زِينَةً} وجهان: إن شئت كان معلقا بما قبله، أي: خلقها زينة لتركبوها، وإن شئت كان على قولك: لتركبوها زينة، فزينة هنا حال من (ها) في {لتركبوها}، ومعناه: كقوله تعالى: {وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ}.
ومن ذلك قراءة الحسن: {وَبِالنُّجُمِ هُمْ يَهْتَدُون}، وقرأ يحيى: {وبالنُّجْم} بضم النون ساكنة الجيم.
قال أبو الفتح: النُّجُم جمع نَجْم، ومثله مما كسر من فَعْل على فُعُل: سَقْف وسُقُف، ورَهْن ورُهُن، ونحوه ثَطٌّ وثُطٌّ، وقال أبو حاتم: سمعت أبا زيد يقول: رجل أَثَطُّ، فقلت له: أتقولها؟ فقال: سعتها- وكَثُّ اللحية وكُثُّ، وفرس وَرْد وخيل وُرْد، وسهم حَشْر وسهام حُشْر.
وإن شئت قلت: أراد النجوم، فقصر الكلمة فحذف واوها، فقال: النُجُم، ومثله من المقصور من فُعُول قول أبي بكر في أُسد: إنه مقصور من أُسُود فصار أُسُد، ثم أسكن فقال: أُسْد، ومثله قوله أيضا في ثِيرَةٍ جمع ثَوْر: إنه مقصور من ثِيَارَة؛ فلذلك وجب عنده قلب الواو من ثور ياء، ولو كان مُكُسّرًا على فِعَلَة لوجب تصحيحه فقيل: ثِوَرَة، كزَوْج وزِوَجَة وعَوْد وعِوَدَة.
وقال الراجز:
إن الفقير بيننا قاضٍ حَكَم أن ** ترد الماء إذا غابَ النُّجُم

يريد النجوم، وقال الأخطل:
كلمعِ أيْدِي مثاكِيل مسلَّبَةٍ يندُبْنَ ** ضرسَ بناتِ الدهْرِ والخُطُب

يريد الخطوب، وقد ذكرنا نحو هذا فيما مضى.
وعليه أيضا قراءة يحيى: {وبالنُّجْم} ساكنة الجيم، كأنه مخفف من النُّجْم كلغة تميم في قولهم: رسْل، وكتْب.
ومن ذلك قراءة السلمى: {إيَّانَ يُبْعَثُون}.
قال أبو الفتح: فيه لغتان: أيان، وإيان، بالفتح والكسر وقد مضى فيما قبل.
ومن ذلك قراءة مجاهد: {فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السُّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ}، {ولِبُيُوتِهِمْ سُقْفًا}.
قال أبو الفتح: الذي قلناه آنفا في النُّجْم هو شرح لهذه القراءة.
ومن ذلك قراءة الحسن وإبراهيم وابن خيرة: {إِنْ تَحْرَصْ}، بفتح الراء.
قال أبو الفتح: فيه لغتان: حَرَصَ يحرِص وهي أعلاهما، وحرِصْتُ أحرَص، وكلاهما من معنى السحابة الحارصة، وهي التي تقشِر وجه الأرض، وشجة حارصة: التي تقشِر جلدة الرأس، فكذلك الحرص، كأنه ينال صاحبه من نفسه لشدة اهتمامه بما هو حريص عليه، حتى يكاد يحُت مستَقَر فكره.
ومن ذلك قراءة الناس: {لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً}. بالباء، وروي عن علي عليه السلام: {لَنُثْوِيَنَّهُمْ} بالثاء.
قال أبو الفتح: نصب الحسنة هنا أي: يحسن إليهم إحسانا، وضع حسنة موضع إحسان، كأنه واحد من الحَسَن دال عليه، ودل قوله تعالى: {لَنُبَوِّئَنَّهُمْ} على ذلك الفعل؛ لأنه إذا أقرهم في الأرض بإطالة مدتهم ومدة خلفهم فقد أحسن إليهم، كما قال سبحانه: {لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ}، وذلك ضدُّ ما يعمل بالعاصين الذين يسحَتُ أعمارهم، ويصطلِمُهُم بذنوبهم وجرائم أفعالهم، ومن ذلك قراءة الثقفي: {تَتَفَيَّأُ ظُلَلَهُ}، وقراءة الناس: {ظِلالُهُ}.
قال أبو الفتح: الظُلَلُ: جمع ظُلّة، كحِلّة وحُلَلَ، وجِلّة وجُلَل، وقد يكون ظِلال جمع ظُلَة أيضا، كجُلَة وجِلال، وقالوا أيضا: حُلّة وحِلال، بالحاء غير معجمة، وقد يكون ظِلال جمع ظِلّ، كشِعْب وشِعاب، وبِئْر وبِئار، وذِئب وذِئاب، ومن ذلك قراءة الزهري: {تَجَرُون}، بغير همز.
قال أبو الفتح: هذا في قوة القياس كقراءته أيضا: {لَكُمْ فِيهَا دِف}، وأصله تَجْأَرُون؛ فخفف الهمزة بأن ألقاها ونقل فتحتها إلى الجيم، فصار {تَجَرُونَ}، كقولك في تخفيف يَسْأَلون: يَسَلُون، وفي يَسْأَمُون: يَسَمون، ونظائره كثيرة قوية.
ومن ذلك ما يُروى عن قتادة: {ثُمَّ إِذَا كَاشَفَ الضُّرَّ}، بألف.
قال أبو الفتح: قد جاء عنهم فاعَلَ من الواحد يراد به فَعَلَ، نحو طارَقْتُ النعل، أي: طرقْتُها، وعاقَبْتُ اللصَّ، وعافاه اللهُ، وقانَيْتُ اللونَ، أي: خلطته، في أحرف غير هذه، فكذلك يكون {ثُمَّ إِذَا كَاشَفَ الضُّرَّ} أي: كشف، ونحوه منه في المعنى والمثال: راخيتُ من خناقه، أي أرخيْتُ.
ومن ذلك قراءة مكحول عن أبي رافع، قال: حفظت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: {فَيُمَتَّعُوا فَسَوْفَ يَعْلَمُون}، بالياء.
قال أبو الفتح: هو معطوف على الفعل المنصوب قبله، أي {لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ فَيُمَتَّعُوا}، ثم قال من بعد: {فَسَوْفَ يَعْلَمُون}.
ومن ذلك قراءة معاذ: {وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكُذُبُ} بضم الكاف والذال والباء.
قال أبو الفتح: هو وصف الألسنة، جمع كاذب أو كذوب، ومفعول {تَصِفُ} قوله تعالى: {أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنَى}، وهو على قراءة الجماعة {الْكَذِبَ} مفعول {تصف}، {وأَنَّ لَهُمُ الْحُسْنَى} بدل من {الْكَذِبَ}؛ لأنه في المعنى كذب.
ومن ذلك قراءة الثقفي: {سَيْغًا}، وقراءة الناس: {سَائِغًا}.
قال أبو الفتح: ينبغي أن يكون سَيْغ هذا محذوفا من سَيِّغ، كمَيْت ومَيِّت، وهَيْن وهَيِّن؛ وذلك أنه من الواو، لقولهم ساغ شرابهم يسُوغ، ولو كان سيْغ فعْلا لكان سوْغا، ومنه قولهم: هو أخوه سوْغُه، أي: قابل له غير متباعد عنه، كالشراب إذا قبلتْهُ نفسُ شاربِهِ، ولم تنْبُ عنه.
ومن ذلك قراءة ابن مسعود وعلقمة ويحيى ومجاهد وطلحة: {أَيْنَمَا يُوَجِّهْ}، وروي عن علقمة: {يُوَجَّهْ}، بفتح الجيم.
قال أبو الفتح: أما {يُوَجِّهْ}، بكسر الجيم فعلى حذف المفعول، أي أينما يوجِّه وجهَه؛ قال أبو الفتح: أما {يُوَجَّهْ}؛ فحذف للعلم به، وأما {يُوَجَّهْ}، بفتح الجيم، أي أينما يرسل أو يبعث لا يأت بخير.
ومن ذلك قراءة الحسن: {بَشَرٌ الِلسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ}، بألف ولام.
قال أبو الفتح: ليس قوله: {الِلسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيّ} جملة في موضع صفة {بَشَر}، ألا تراها خالية من ضميره؟ وكذلك أيضا هي خالية منه في قراءة الجماعة: {بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ}، ولأن المعنى أيضا ليس على كونها وصفا، وإنما الوقف على قوله: {بَشَر}، ثم استأنف الله تعالى القول ردا عليهم، فقال: {لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ} أي: يميلون بالتهمة إليه {أَعْجَمِيٌّ}، {وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ}، أي: فكيف يعلم الأعجمي العربية.
ولهذا قال سبحانه: {أَعْجَمِيٌّ}، ولم يقل: عجمي، وذلك أن الأعجمي هو الذي لا يفصح وإن كان عربيا، والعجمي هو المنسوب للعجم وإن كان فصيحا، ألا ترى أن سيبويه كان عجميا فإن كان لسان اللغة العربية فقال الله تعالى: لسان هذا المتهم بأنه يعلمه أعجم، فكيف يجوز أن يعلم العربية وهو لا يفصح؟ فأعجميٌّ من أعجم بمنزلة أحمريُّ من أحمر، وأشقريٌّ من أشقر، ودوَّاريٌّ من دوَّار، وكلابيٌّ من كِلَّاب، وقد مضى ذلك.
ومن ذلك قراءة الأعرج وابن يعمر والحسن- بخلاف- وابن أبي إسحاق وعمرو ونعيم بن ميسرة: {أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبِ}، وقرأ: {الكُذُبَ} يعقوب، وقرأ: {الكُذُبُ} مسلمة بن محارب، وقراءة الناس: {الكَذِبَ}.
قال أبو الفتح: أما {الْكَذِبِ} بالجر فبدل من {ما} في قوله: {وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ} أي: لا تقولوا للكذبِ الذي تصف ألسنتكم.
وأما {الكُذُبَ} بالنصب فجمع كِذَاب، ككِتاب وكُتُب. يقال: كذَب الرجل يكذِب كَذِبًا وكِذَابا، وهو رجل كَيْذَبان، وكِيْذَبان، وكَذَبْذَب، ويقال أيضا: مَكْذَبان، كمَلْكَعان، وجاز جمع الكِذَاب لأنه ذُهِبَ به مذهب النوع، ولو أُرِيدَ به الجنس لكان جمعُه مستحيلا، والكُذُبُ وصف الألسنة، وقد تقدم مثله.
ومن ذلك قراءة ابن سيرين: {وَإِنْ عَقَّبْتُمْ فَعَقِّبُوا}.
قال أبو الفتح: معناه إن تتبعتم فتتبعوا بقدر الحق الذي لكم، ولا تزيدوا عليه. قال لبيد:
حتى تَهَجَّرَ في الرواحِ وهاجَهُ ** طلبُ المعقِّب حقَّه المظلوم

أي هاجه طلبا مثل طلب المعقب حقه المظلوم، أي عاذَه ومنعَه المظلومُ، فحَقَّه على هذا فِعْلٌ: حَقَّه يَحُقُّه، أي لَوَاهُ حقَّه، ويجوز: طلبَ المعقِّب حقه، فتنصب حقه بنفس الطلب مع نصب طلب كما تنصبه، أي الحق مع رفعه، أي الطلب، والمظلوم صفة المعقب على معناه دون لفظه، أي أن طلب المعقب المظلوم حقه في الموضعين جميعا. اهـ.

.قال الدمياطي:

سورة النحل:
مكية غير ثلاث {وإن عاقبتم} إلى آخرها.
وآيها مائة وعشرون وثمان آيات.
شبه الفاصلة اثنا عشر:
{قصد السبيل} {وما يشعرون} {ما تسرون} {وما يعلنون} {ما يشاؤن} {طيبين} {ما يكرهون} {يؤمنون} {هل يستوون} و{باق} {قليل} .
وعكسه خمسة:
{ما لا تعلمون } و{ما تعلنون} و{هم مستكبرون} {فيكون} {لا يفلحون}.
القراآت:
أمال {أتى} ابن ذكوان في رواية الأكثرين عن الصوري عنه وحمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق بخلفه ومثله سبحانه وتعالى إلا أن ابن ذكوان بفتحه.
وقرأ: {عما يشركون} الآية 1 3 معا بتاء الخطاب حمزة والكسائي وخلف وسبق بيونس، واختلف في {ينزل الملائكة} الآية 2 فروح بالتاء من فوق مفتوحة وفتح الزاي المشددة مثل {تنزل} في سورة القدر المتفق عليه {الملائكة} بالرفع على الفاعلية وافقه الحسن والباقون بالياء مضمومة وكسر الزاي ونصب الملائكة وهم في تشديد الزاي على أصولهم فابن كثير وابو عمرو ورويس بسكون النون وتخفيف الزاي والباقون بفتح النون مع التشديد للزاي وأثبت الياء في فاتقون في الحالين يعقوب ووقف حمزة وهشام بخلفه على دفء بالنقل مع إسكان الفاء والروم والإشمام.
واختلف في {بشق الأنفس} الآية 7 فأبو جعفر بفتح الشين وافقه اليزيدي فخالف أبا عمرو والباقون بكسرها مصدران بمعنى واحد المشقة وقيل الأول مصدر والثاني اسم وقيل بالكسر نصب الشيء قال القاضي كأنه ذهب نصف قوته بالتعب.
وقرأ: {لرؤوف} الآية 7 بقصر الهمز أبو عمرو وأبو بكر وحمزة والكسائي وخلف ويعقوب وأشم قصد السبيل حمزة والكسائي وخلف ورويس بخلفه وأمال شاء حمزة وخلف وابن ذكوان وهشام بخلفه، واختلف في {ينبت} الآية 11 فأبو بكر بالنون والباقون بياء الغيبة، وقرأ: {والشمس والقمر} الآية 12 برفعهما ابن عامر وقرأ هو وحفص {والنجوم مسخرات} بالرفع فيهما ومر بالأعراف وأمال {وترى الفلك} الآية 14 وصلا السوسي بخلفه وعن الحسن وبالنجم بضم النون وسكون الجيم هنا وفي سورة النجم على أنها مخففة من قراءة ابن وثاب بضم النون والجيم أو لغة مستقلة والجمهور على فتح النون وسكون الجيم فقيل المراد به كوكب بعينه كالجدي والثريا وقيل هو اسم جنس وقرأ: {أفلا تذكرون} الآية 17 بتخفيف الذال حفص وحمزة والكسائي وخلف ومر بالأنعام واختلف في {والذين تدعون} الآية 20 فعاصم ويعقوب بياء الغيبة على الالتفات من خطاب عام للمؤمنين إلى غيب خاص للكافرين وافقهما الحسن والباقون بتاء الخطاب مناسبة لتسرون التفاتا من الخطاب العام إلى الخاص وأشم قاف قيل هشام والكسائي ورويس.
وأمال أوزار أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري والدوري عن الكسائي وقلله الأزرق وتقدم نظير عليهم السقف وعن ابن محيصن السقف بضم السين والقاف على الجمع.
واختلف في {شركائي الذين} الآية 27 فالبزي بخلف عنه بحذف الهمزة على لغة قصر الممدود ذكره الداني في التيسير واتبعه الشاطبي لكن قال في النشر وهو وجه ذكره الداني حكاية لا رواية وبين ذلك وأنه ثبت من طرق أخرى عن البزي ثم قال وليس في ذلك شيء يؤخذ به من طرق كتابنا أي فضلا عن طرق الشاطبية وأصلها ولذا لم يعرج عليه في طيبته قال ولولا حكاية الداني له عن النقاش لم نذكره وكذلك لم يذكره الشاطبي إلا تبعا لقول التيسير للبزي بخلف عنه وهو خروج منهما عن طرقهما المبني عليهما كتابهما وقد طعن في هذه الرواية من حيث أن قصر الممدود لا يكون إلا في ضرورة الشعر والحق أنها ثبتت عن البزي من الطرق المتقدمة لا من طرق التيسير ولا الشاطبية ولا من طرقنا فينبغي أن يكون قصر الممدود جائز في الكلام على قلته كما قال بعض أئمة النحو انتهى ملخصا والباقون بإثبات الهمزة قال في النشر وهو الذي لا يجوز من طرق كتابنا غيره وعن الحسن بالحذف كهذه الرواية عن البزي إلا أنه عم كلما كان مثله وعن ابن محيصن إسكان يائه هنا من المبهج وفتحها من المفردة كالباقين واختلف في {تشاقون} الآية 27 فنافع بكسر النون مخففة والأصل {تشاقونني} فحذف مجتزيا بالكسر كما تقدم في {تبشرون} والباقون بفتحها مخففة أيضا والمفعول محذوف أي المؤمنين أو الله وأمال الكافرين أبو عمرو وابن ذكوان بخلفه والدوري عن الكسائي ورويس وقلله الأزرق.
واختلف في {تتوفيهم الملائكة} الآية 28 32 في الموضعين هنا فحمزة وخلف بالياء فيهما على التذكير وافقهما الأعمش والباقون بالتاء على التأنيث وهم في الفتح والإمالة على أصولهم.
وقرأ: {تأتيهم الملائكة} الآية 33 حمزة والكسائي وخلف بالياء على التذكير والباقون بالتأنيث كما مر بالأنعام.
وأمال وحاق حمزة وحده وكسر نون أن اعبدوا الله أبو عمرو وعاصم وحمزة ويعقوب واختلف في {لا يهدي من يضل} الآية 37 فعاصم وحمزة والكسائي وخلف بفتح الياء وكسر الدال على البناء للفاعل أي لا يهدي الله من يضله فمن مفعول بيهدي ويجوز أن يكون يهدي بمعنى يهتدي فمن فاعله وافقهم الحسن والأعمش والباقون بضم الياء وفتح الدال على البناء للمفعول ومن نائب الفاعل والعائد محذوف.
وقرأ: {فيكون والذين} الآية 40 بالنصب ابن عامر والكسائي وأبدل همز {لنبوئنهم} ياء مفتوحة أبو جعفر كوقف حمزة عليه وقرأ: {يوحي إليهم} بالنون مبنيا للفاعل حفص وتقدم بيوسف كنقل {فسئلوا} لابن كثير والكسائي وكذا خلف وتسهيل الأصبهاني همزة {أفأمن} الثانية ومر حكم {بهم الأرض} وقصر همز {لرؤف} أبو عمرو وأبو بكر وحمزة والكسائي وخلف ويعقوب.
واختلف في {أو لم يروا إلى ما خلق الله} الآية 71 فحمزة والكسائي وخلف بالخطاب لقوله: {فإن ربكم} وافقهم الأعمش والباقون بالغيب لقوله: {أفأمن الذين}.
واختلف في {يتفيؤا} الآية 76 فأبو عمرو ويعقوب بالتأنيث لتأنيث الجمع وافقهما اليزيدي والباقون بالتذكير لأن تأنيثه مجازي ويوقف عليه لحمزة وهشام بخلفه بإبدال الهمزة ألفا لكونها بعد فتح على القياسي وبتخفيفها بحركة نفسها فتبدل واوا مضمومة ثم تسكن للوقف ويتحد مع الرسم ويجوز الروم والإشمام فهذه أربعة ويجوز خامس وهو بين بين على تقدير روم حركة الهمزة وأثبت ياء فارهبون في الحالين ويعقوب وبوقف لحمزة على تجأرون بالنقل فقط وغلظ الأزرق لام ظل وصلا واختلف عنه في الوقف وكذا حكي عنه الخلاف وصلا والأرجح التغليظ فيهما، وأمال يتوارى أبو عمرو وابن ذكوان بخلف وحمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق، وأمال {الأعلى} حمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق فيهما بخلفه وأما جاء أجلهم من حيث الهمزتان فتقدم حكمه غير مرة ونظيره جاء أحد بالنساء.
وقرأ: {لاجرم} بمد لا متوسطا حمزة بخلف عنه.
واختلف في {مفرطون} الآية 62 فنافع بكسر الراء مخففة اسم فاعل من أفرط إذا تجاوز وقرأ أبو جعفر بكسرها مشددة من فرط قصر والباقون بالفتح مع التخفيف اسم مفعول من أفرطته خلفي أي تركته ونسيته وأمال فأحيا به الكسائي وقلله الأزرق بخلفه واختلف في {نسقيكم} الآية 66 هنا و{قد أفلح} الآية 21 فنافع وابن عامر وأبو بكر ويعقوب بالنون المفتوحة فيهما مضارع سقي وعليه قوله تعالى: {وسقيهم ربهم} وافقهم اليزيدي والحسن والشنبوذي وقرأ ابن كثير وابو عمرو وحفص وحمزة والكسائي وخلف بالنون المضمومة من أسقى ومنه قوله تعالى: {فأسقيناكموه} وافقهم ابن محيصن وقرأ أبو جعفر بالتاء المفتوحة على التأنيث مسندا للأنعام ولا ضعف فيها من حيث أنه أنث {نسقيكم} وذكر {بطونه} لأن التذكير والتأنيث باعتبارين قاله أبو حيان واتفقوا على ضم {ونسقيه مما خلقنا} بالفرقان الآية 49 إلا ما يأتي عن المطوعي في فتحه و{للشاربين} ذكر خلفه في الإمالة لابن ذكوان وقرأ: {بيوتا} الآية 68 بكسر أوله قالون وابن كثير وابن عامر وأبو بكر وحمزة والكسائي وخلف وضم راء يعرشون ابن عامر وأبو بكر ومر بالأعراف واختلف في {يجحدون} الآية 71 فأبو بكر ورويس بالخطاب والباقون بالغيبة وعن ابن محيصن بخلفه توجهه بالخطاب وقرأ: {صراط} الآية 76 بالسين قنبل من طريق ابن مجاهد ورويس وأشم الصاد زايا خلف عن حمزة وأدغم رويس جعل لكم كل ما في هذه السورة وهو ثمانية بخلف عنه كأبي عمرو ويعقوب بكماله من المصباح وكسر حمزة الهمز والميم من بطون أمهاتكم وصلا والكسائي الهمزة فقط واختلف في {ألم يروا إلى الطير} الآية 79 فابن عامر وحمزة ويعقوب وخلف بالخطاب لقوله والله أخرجكم وافقهم الحسن والأعمش والباقون بالغيب قوله ويعبدون الخ ومر قريبا حكم بيوتكم واختلف في {ظعنكم} الآية 80 فابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وخلف بإسكان العين وافقهم الأعمش والباقون بفتحها وهما لغتان بمعنى كالنهر والنهر.